تستمر الدول العربية في الإعلان عن اكتشافات مهمة في مجالات متعددة مثل النفط والغاز والذهب والمعادن. ومن بين هذه الدول، تبرز مصر كواحدة من الدول التي أعلنت في العام الماضي عن اكتشافات مذهلة في عدة مجالات. وفي الأيام الأخيرة، أعلنت مصر عن اكتشاف حقل نفطي جديد في دلتا النيل البرية. وفي سياق متصل، تمكنت شركة "وينتر شال ديا" الألمانية، المتخصصة في البحث والتنقيب عن الغاز والبترول في مصر، من اكتشاف حقل غازي جديد في منطقة الامتياز الخاصة بها في شرق دمنهور بدلتا النيل البرية. تتوزع حصص العمل في هذه المنطقة بنسب محددة، حيث تمتلك الشركة الألمانية حصة تبلغ 40٪، في حين تتقاسم شركات "كيرون إنرجي" و"آي إن إيه" والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيغاس) باقي الحصة.
تدمر الكلى وتسبب فقدان الذاكرة وضعف العضلات.. دراسة أمريكيه صادمة عن التونه المعلبة..تجنبها حالاً
وسيتم تقييم الاكتشاف ليكون بمثابة خط ربط مع البنية التحتية القريبة في دسوق. وتقوم شركة دسوق للبترول (دسوكو) بتشغيل مشروع غاز دسوق؛ وهي الكيان المشترك القائم بالعمليات بين الشركة الألمانية وقطاع البترول المصري متمثلا في الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس).
في هذا السياق، أعرب جورج بريسر، نائب الرئيس الأول للاستكشاف العالمي في شركة وينترسال ديا، عن سعادته بالاكتشاف الجديد في إحدى مناطق الاستكشاف الرئيسية للشركة. وأشار إلى أن قرب منطقة شرق دمنهور من البنية التحتية للإنتاج سيسهم في توفير موارد طاقة إضافية لمصر والدول الإقليمية والعالم. وأعرب سامح صبري، نائب الرئيس الأول والمدير العام لشركة وينترسال ديا مصر، عن تطلع الشركة للنمو في مصر وأن الاكتشاف الجديد يعد مؤشرًا إيجابيًا على هذا الصعيد. وأكد أن الشركة تعمل جاهدة لتوفير مزيد من الموارد الطاقوية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في مصر والمنطقة.
ويجدر بالذكر أن شركة وينترسال ديا بدأت أعمال التنقيب في شرق دمنهور في نوفمبر 2021، ويعتبر الاكتشاف الجديد ثاني بئر استكشافية في هذا الترخيص.
وفي سياق آخر، أعلنت مجموعة من الشركات الأجنبية العاملة في مصر عن اكتشاف جديد للغاز في دلتا النيل، وتحديدًا في منطقة "نرجس". ويعد هذا الاكتشاف الأول لشركة وينترسال ديا للنفط والغاز في العام الجديد 2023، مما يبرز دور مصر في إمدادات الغاز للسوق الأوروبية.
ويعتبر هذا الاكتشاف الثاني للغاز في مصر خلال شهر واحد، ومن المتوقع أن يتم الإعلان الرسمي عنه بعد إجراء التقييم الشامل ووضع خطة لتطويره.
تأتي هذه الاكتشافات في إطار توسع الحكومة المصرية في عمليات الكشف والتنقيب عن الغاز، مع زيادة الطلب العالمي على الغاز. وتعتبر هذه الاكتشافات بمثابة كنز للقاهرة في البحر الأبيض المتوسط، حيث تسهم في تعزيز الاقتصاد المصري وتوفير فرص عمل جديدة للشباب المصري. وتعكس هذه الاكتشافات القدرات الكبيرة لمصر في قطاع الطاقة وتقوي مكانتها كدولة مصدرة للغاز.
وتعتبر هذه الاكتشافات الجديدة في مصر خطوة مهمة في تعزيز الاكتفاء الذاتي للبلاد من الغاز الطبيعي وتعزيز قدرتها على تصدير الغاز إلى الأسواق العالمية. وتعتبر مصر واحدة من أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي في المنطقة، وتعمل جاهدة لزيادة إنتاجها واستغلال احتياطياتها الضخمة. ومن المتوقع أن تستفيد مصر من هذه الاكتشافات الجديدة من خلال زيادة الإيرادات وتحسين الاقتصاد الوطني. ومع استمرار العمليات التنقيب والاستكشاف في المنطقة، يتوقع أن يتم العثور على مزيد من الاحتياطيات الغازية في المستقبل. وتشكل صناعة الطاقة الغازية قطاعًا حيويًا في الاقتصاد المصري، حيث تسهم في توفير فرص العمل وتعزيز التنمية الاقتصادية. وتعمل الحكومة المصرية على تشجيع الاستثمارات في قطاع الطاقة وتوفير بيئة ملائمة للشركات المحلية والأجنبية للمشاركة في عمليات التنقيب والاستكشاف. ومن المهم أن تستثمر مصر في تطوير بنية تحتية قوية للطاقة الغازية، بما في ذلك إنشاء أنابيب النقل ومحطات الضخ ومحطات توليد الكهرباء. وبفضل الاكتشافات الجديدة، يمكن لمصر أن تعزز قدرتها على تصدير الغاز إلى الدول المجاورة وتلبية احتياجاتها المحلية للطاقة. وعلى المدى الطويل، يمكن لمصر أن تستفيد من الاكتشافات الجديدة في تنويع مصادر إيراداتها وتعزيز مكانتها كدولة طاقة في المنطقة. وتعزز الاكتشافات الجديدة الثقة في قدرة مصر على استغلال ثرواتها الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة في قطاع الطاقة.
ويأتي اكتشافات الغاز في مصر مع مساعي عدّة شركات عالمية لبدء عمليات تنقيب عن النفط والغاز في البلاد، خلال المدة المقبلة، وفي مقدّمتها شركة النفط البريطانية بي بي التي تعتزم حفر 4 آبار جديدة خلال 2023.كما تخطط شركة شل العالمية لبدء عمليات الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز بامتيازاتها في البحر الأحمر والمتوسط في مصر، خلال الربع الأول من العام الجاري (2023).
وأثار اكتشاف الغاز في حقل النرجس بشرق المتوسط عدة تساؤلات لدى قطاع كبير حول حصة مصر من هذا الاكتشاف الضخم؛ إذ لم تكشف البيانات الرسمية المعلنة من شركتي إيني الإيطالية، وإيغاس المصرية، بدقة عن نصيب مصر والشركات المشاركة في الحقل من الاكتشاف.
وأعلنت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية “إيغاس”، الأحد الماضي، تحقيق كشف جديد للغاز الطبيعي في منطقة امتياز نرجس البحرية بالبحر المتوسط، بحسب التفاصيل التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
جهود التعاون تكللت بالنجاح
وأوضحت الشركة أن جهودها بالتعاون مع شركة شيفرون الأميركية (القائمة بالعمليات في منطقة امتياز نرجس البحرية بالبحر المتوسط) وشركتي إيني وثروة المصرية تكللت بنجاح حول اكتشاف جديد ومهم للغاز في البئر الاستكشافية نرجس 1.
وجاء كشف الشركة المصرية بعد ساعات من إعلان إيني الإيطالية تفاصيل اكتشاف الغاز في منطقة امتياز نرجس البحرية بشرق البحر الأبيض المتوسط، قبالة سواحل مصر.
أكدت الشركة الإيطالية أن حقل نرجس 1 يؤكد استراتيجيتها في الاستثمار في التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل مصر، حيث حصلت مؤخرًا على مناطق جديدة للاستكشاف في عدة مناطق شمال رفح وشمال الفيروز وشمال شرق العريش وطيبة وبيلاتريكس سيتي إيست.
وأشارت شركة إيغاس في بيانها إلى أن الاكتشاف الجديد للغاز يقع على بُعد 60 كيلومترًا شمال شبه جزيرة سيناء، حيث تم حفر بئر نرجس 1 بواسطة جهاز الحفر "ستينا فورث" في عمق مياه 309 أمتار.
وأوضحت الشركة أنه تم العثور على سمك خزان بنحو 61 مترًا من الحجر الرملي، بخصائص جيدة في العصر الميوسيني السفلي وعصر الأوليغوسين على عمق كلي للبئر تجاوز 5000 متر في منطقة الامتياز."
وتطابقت تفاصيل الاكتشاف مع البيانات الصادرة من شركة إيني الإيطالية، حيث أعلنت أن بئر الاستكشاف نرجس 1 واجهت ما يقرب من 61 مترًا من الأحجار الرملية الحاملة للغاز، وتم حفر البئر على عمق 309 أمتار من المياه بواسطة سفينة الحفر ستينا فورث.
يذكر أن مساحة امتياز منطقة نرجس البحرية المصرية تبلغ 445 ألف فدان، وفقًا للبيانات المتاحة.
اقرأ أيضاَ :
لماذا يصاب الجسم بالسرطان؟.. حاول الابتعاد عن هذه العادات السيئة قبل فوات الآوان