اشتهر الفنان حاتم ذوالفقار بأدوار الشر، وأثبت وجوده كبطل ثاني بين فنانين جيله، وتنبأ له الجميع بمستقبل باهر في الفن، إلا أنه وبعدما مر بالعديد من المشاكل والمتاعب والأخطاء، أصبح لأسمه مكان شبه ثابت في صفحات الحوادث في الثمانينات والتسعينيات.
ولد حاتم محمد محمود راضي الشهير بـ "حاتم ذو الفقار" في 5 يناير عام 1952، بقرية ساحل الجوابر بمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، كان الأخ الأوسط بين أخوته، حيث كان أخيه الأكبر مهندس وأخته الصغرى طبيبة، وأراد والده أن يدخله الكلية الحربية، لذا قضى حاتم بالكلية الحربية عامين قبل أن يلتحق بمعهد التمثيل، مما أدى إلى غضب والده منه، وقاطعه فترة طويلة، وحصل على بكالوريوس قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
وبدأت حياة ذو الفقار الفنية من خلال عملة كمساعد للمخرج جلال الشرقاوي، ليمنحه الأخير فرصة المشاركة في عالم المسرح، حيث قدم معه مسرحية "شهر زاد" و"8 ستات"، إلا أن انطلاقته الحقيقة في عالم التمثيل كانت عندما رشحه أستاذه في المعهد الفنان محمود مرسي للمشاركة في مسلسل "قيود من ذهب" إخراج أحمد توفيق.
قصة إدمان حاتم ذو الفقار للمخدرات
وحكى حاتم من خلال حلقته في برنامج "حوار صريح جدا"، عن إدمانه ودخوله إلي السجن قائلًا: "أخطأت، هل لازم أعيش عمري أدفع التمن، أنا دفعت التمن سنة سجن"، وقال عن بداية علاقته بالمخدرات: "أول مرة خدتها في سبيل التجربة"، حيث أدمن ذو الفقار المخدرات بأنواعها إلى ان وصل إلى الهيروين، وقبض عليه 3 مرات، إلا أنه لم يدخل إلى السجن سوى في المرة الأولى، حيث قبض عليه أثناء تواجده بأحد أوكار المخدرات في نوفمبر عام 1987.
والمرة الثانية كانت بعد 7 أعوام من المرة الأولى عام 1994، إلا أنه حصل على حكم بالبراءة في نفس العام، وتم القبض عليه مرة آخرى بعد عدة أشهر بتهمة تعاطي المخدرات، وتمت تبرئته منها أيضًا، وأنفق ذو الفقار بسبب إدمانه المخدرات أكثر من 3 ملايين جنيه خلال أقل من 12 سنة.
وعُرف حاتم ذو الفقار بحب الخير والكرم، حيث أقام مسجدًا بقريته، وساعد في توفير مستودع للبتوجاز ومحطة وقود للأهالي، وأطلق على كوبري القرية اسم زوجته الثانية نورا.
وشارك حاتم ذوالفقار في العديد من الأعمال السينمائية منها "الإنسان يعيش مرة واحدة" مع كلا من الفنانين عادل إمام ويسرا عام 1981، و"الغول" مع الفنانين عادل إمام وفريد شوقي عام 1982، و"الحلال والحرام" عام 1985، و"جزيرة الشيطان" عام 1989، و"آه وآه من شربات" عام 1992.
نهاية مأساوية لحاتم ذو الفقار
وعاش حاتم يعانى من حياة العزلة بعدما تركته زوجته الأخيرة، إلى جانب مقاطعة اهل الفن واصدقائه المقربين له، حتى توفي يوم 15 فبراير عام 2012، وظل ميتًا في منزله لمدة 3 ايام دون ان يعلم احد، واكتشف اخوته الوفاة بالمصادفة، وذلك بعد اتصالهم به هاتفيًا لعدة ايام دون رد، لنرى في نهايته نهاية مأساوية.
وأقيمت جنازة حاتم ذو الفقار في مسجد أبوبكر الصديق بمساكن شيراتون المطار، والصدمة أنه لم يحضر جنازته من الفنانين سوى 3 هم أشرف عبد الغفور، ومحمد أبو داوود، وحمدى شرف الدين، وقد عبر شقيقه المهندس ماهر راضى، عن حزنه لهذا الموقف قائلًا: "إن حاتم قليل الحظ".
اقرأ أيضاَ :