ينطلق مهرجان كان السينمائي على الشاطئ الجنوبي الفرنسي بمشاركة أبرز المخرجين السينمائيين ومنتجي السينما وكاتبي السيناريو والفنانين الذين يمثلون 5 قارات. شهد المهرجان السينمائي طيلة أعوامه السابقة العديد من المواقف الطريفة والغريبة من الفنانين والفنانات التي لا زال الجمهور يتذكرها حتى الآن، ولعل ابرزها موقف الفنانة الراحلة تحية كاريوكا وحضورها المهرجان بـ “الملاية اللف” عام 1956 م.
بدأ الأمر بترشيح فيلم “شباب امرأة” للمسابقة الرسمية للأفلام في المهرجان عام 1956 ميلاديًا ليسافر أبطال وصناع العمل إلى المدينة الفرنسية لحضور فعاليات المهرجان. وسافر إلى فرنسا طاقم العمل وهم “تحية كاريوكاـ شكري سرجان- شادية” والمخرج صلاح أبو سيف، لتلاحظ “تحية” سوء معاملة المنظمين للمهرجان للوفد المصري. ورأت “كاريوكا” أن المنظمين يفضلون الوفد القادم من الكيان الصهيوني فيما يتعاملون مع الوفد المصري كأنه من الدرجة الثالثة لتقرر الفنانة المصرية التعامل معهم بطريقة خاصة من خلال “الملاية اللف”. صعدت “تحية” إلى غرفتها وبدلت ملابسها التي ارتدتها وفقًا لآخر صيحات الموضة لتبدأ بارتداء ملابس شخصية “شفاعات” التي ظهرت بها بالفيلم وترتدي “الملاية اللف” كعادة بنات بحري في ذلك الوقت. وظهرت “تحية” على السجادة الحمراء بـ “الملاية اللف” عند عرض الفيلم واستطاعت سرقة الأضواء من جميع الفنانات الأخريات اللواتي ارتدين أحدث صيحات الموضة الباريسية. ولو تتوانى “كاريوكا” في الدفاع عن العرب بمهرجان كان السينمائي بطريقتها عندما تجمع نجوم العالم في حفل عشاء كبير وسمعت ممثلة هوليوود الشهيرة “سوزان هيوارد”. وسمعتها “كاريوكا” وهي تتطاول على العرب واصفة إياهم “بالوحوش” وتتمتدح الكيان الصهيوني، وردت عليها “تحية” بحدة وعنفتها على طريقة “أولاد البلد” أو كما يعرف بالعامية “فرشت الملاية”.
فيما حاول الممثل “داني كاي” الدفاع عن زميلته، فما كان من “كاريوكا” إلا أنها رفعت ما في قدمها وألقت في وجهه ليصبح حديث العالم. تأكدت لجنة تحكيم مهرجان كان الذي كان يرأسها اليهودي “موريس لحمان” من عدم منح أي جائزة للفيلم المصري أو لتحية كاريوكا إلا أن الفيلم تمكن من احتلال المرتبة السادسة في تصنيف أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما العربية.
اقرأ أيضاَ :