تعرف أشهر فناني مصر : فقد ابنه الطيار في حرب أكتوبر وابنه الثاني عالم فضاء اغتاله الموساد ؟

السيد بدير
السيد بدير

كانت الابتسامة جزءا من ملامح الفنان المصري الذي احتل قلوب الناس بصوته المميز وحضوره الطاغي. هو إنسان استثنائي ،منحه القدر مواهب كثيرة ونجح في استثمارها بذكاء شديد، حصل على جوائز رفيعة المستوى ولم يعرف الغرور لنفسه طريقاً.

34 عاما على رحيل الفنان المصري الشامل السيد بدير، الذي احتل قلوب الناس بصوته المميز وحضوره الطاغي وابتسامته وملامحه الطيبة.

ولد السيد بدير في 11 يناير عام 1915 وسط أسرة متوسطة الحال في قرية "أبوشقوق" التابعة لمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية الواقعة شمال مصر.

في عام 1932 التحق بدير بكلية الطب البيطرى وبعد مضي 50 يوما شعر أنه يسير في الطريق الخطأ فترك الطب وقرر أن يكتشف الفنان الكامن بداخله، بدأ حياته مترجماً ومؤلفاً وانطلق بعد ذلك إلى عالم التمثيل والإخراج، وقد عرفه الجمهور العربي بشخصية "عبدالموجود ابن كبير الرحيمية" تلك الشخصية التي قدمها على شاشة السينما  فى فيلم "لسانك حصانك" عام 1953 وجعلته يسكن قلوب الناس.

حرص السيد بدير على تطوير أدواته ومنحه إصراره القدرة على التوهج إذ وصل رصيده في المسرح إلى 500 مسرحية وفي السينما 190 فيلماً بين التأليف والإخراج والتمثيل. من أبرز أعماله "إسماعيل ياسين فى الطيران، والمجرم، وحب فوق البركان، والجنة تحت قدميها، والمليونيرة النشالة، وأرملة ليلة الزفاف، والسلخانة، ولا يا ابنتي العزيزة، والعبيط، وشباب أمراة، وكهرمانة، وغلطة حبيبي، والزوج العاشر"، كما كتب وأخرج أعمالا كثيرة للإذاعة تجاوزت الـ 1000 مسلسل.

كأغلب الناس، رأى بدير في الوظيفة مصدر دخل مضمونا لذا عمل في أكثر من وظيفة، فعمل أمينا لمكتبة مجلس الدولة ثم انتقل للعمل مخرجا بالإذاعة واختتم مشواره الوظيفي بمنصب رئيس مؤسسة السينما والمسرح، واستطاع السيد بدير الفوز بالعديد من الجوائز المهمة بسبب إسهاماته الملموسة في الحياة الفنية، ومن أبرز الجوائز التي حصل عليها "وسام الجمهورية" عام 1957، وجائزة الدولة التقديرية عام 1977، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1986.

كان السيد بدير محبوبا من كل زملائه فى الوسط الفني وكان مصدرا للبهجة لكل محبيه، فخلف ملامحة الطيبة كان يخفي أحزانا أكبر، ولا يبوح لأحد بأسراره، تزوج في مرحلة الشباب من ابنة عمه وأنجب منها 3 أولاد أشهرهم هو الدكتور "سعيد السيد بدير" الذي تخصص فى الأقمار الصناعية، وتزوج للمرة الثانية من المطربة شريفة فاضل التي كانت تصغره بـ23 عاما وأنجب منها "سيد" الذي استشهد فى حرب أكتوبر عام 1973.

بعد وفاة الابن تأثرت الحالة الصحية للفنان الكبير وفقد جزءا كبيرا من وزنه، كان يبكي طوال الوقت حتى تأثرت عينيه وفقد القدرة على الرؤية فى أيامه الأخيرة، وفي 30 أغسطس عام 1986 فارق السيد بدير الحياة عن عمر 71 عاماً، وبعد رحيله بثلاث سنوات اغتالت المخابرات الإسرائيلية ابنه الذي تخصص فى الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية. عاش مصدرا للبهجة وخلف الكواليس بكى كثيراً.

وكان ابنه الذي اغتاله الموساد ثالث العلماء على مستوى العالم في مجال الميكرويف والاتصالات الفضائية، وهو  ضابط ومهندس متقاعد في القوات المسلحة، يحمل رتبة عقيد، كما أنه يحمل العديد من الشهادات العلمية، وأول من حصل على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية من الكلية الفنية العسكرية، بالإضافة إلى درجة الدكتوراة في الهندسة الإليكترونية من جامعة «كنت» بإنجلترا، وتم ترشيحه لجائزة الدولة التشجيعية.  

اقرأ أيضاَ :