ظلت موهبة الفنان رشدي أباظة حبيسة لا تعرف الانطلاق وتبحث عن المخرج الذي يأخذ بيدها حتى جاءت الفرصة على المخرج عز الدين ذوالفقار.
نجح رشدي أباظة في أن يجسد “الرجل الثاني” ويقدم صورة الشر الهادئ المستتر، الذي يعتمد على الذكاء واستخدام العقل أكثر من اعتماده على القوة، نجح في أن يقدم نوعاً فريداً من الأداء، لم تعتده الأفلام المصرية مع هذه الشخصيات، من أفراد العصابات التي اعتمدت طويلا على نمط واحد تقريباً.
أدى رشدي دوره ببراعة وإتقان، كل شيء كان محسوباً بدقة: البسمة، اللفتة، الهمسة، نظرة العين، حتى الضحكة، وإن كان الفضل في ذلك كله يعود إلى عبقري الإخراج، صانع النجوم عز الدين ذو الفقار، الذي تعامل مع رشدي «كعجينة» لينة شكَّلها ببراعة غير مسبوقة، فصنع منه فناناً غير مسبوق.
فتح هذا الدور لرشدي باب النجومية على مصراعيه، بعدما حقق له أكبر نقلة فنية في حياته وأهمها، ما جعله يلقي وراء ظهره معاناة وتشتت 11 عاماً في دنيا الفن، فاستطاع أن يكون شريراً غير مكروه، إذ برع في مشاهد الحركة والتعبير بالوجه والصوت عندما تكون الكلمة للمكر والدهاء، وذلك من دون تكلف أو استعراض.
بمجرد عرض فيلم الرجل الثاني وضع النقاد رشدي أباظة في مكانته الجديدة التي تتناسب وحجم نجوميته وكان الفضل لطاقم العمل الذي ضم كوكبة منالنجوم منهم صباح وصلاح ذو الفقار وسامية جمال وصلاح نظمي.
اقرأ أيضاَ :