عقدين من الزمان مدة ليست بقليلة كان يخفي وراءها الفنان محمد وفيق، مشاعره الفياضة تجاه زوجته ورفيقة دربه الفنانة كوثر العسال تلك المرأة التي وافقت على الزواج من حبيبها دون تردد في نهاية الثمانينات بعدما عرض عليها الأمر عقب وفاة زوجها الأول عبدالمنعم إبراهيم، لتبدأ بينهما قصة حب بعد الزواج مفعمة بالمشاعر.
كان ابن خالتها، ومنزلهما متقابلان، وكانت تربطهما علاقة صداقة وطيدة، إلا أنه بدأ يشعر تجاه "العسال" بمشاعر مختلفة ولكن انقلب الأمر إلى قصة حب وخجله كان حائلًا بينه وبين الاعتراف لها بمشاعره، لذلك تزوجت من آخر، وتسبب ذلك في ضياع حبيبته منه، إلا أنه ظل 20 عامًا في انتظارها حتى توفي زوجها ليتزوجها.
اعتزلت "العسال" الفن مبكرًا، واختفت عنها الأنظار تدريجيًا بعد ظهورها بشخصية "درية" زوجة الوزير في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، اهتمت بحياتها الشخصية وكرست حياتها لزوجها محمد وفيق والإهتمام به وبأعماله الفنية .
وصرح من قبل زوجها خلال لقاء تليفزيوني فى برنامج "عقد النجوم" عن مدى حبه وإخلاصه لزوجته، قائلاً: "أنا وكوثر مالناش غير بعض، يعني هي مالهاش غيري وأنا ماليش غيرها، إحنا ماليين حياتنا ببعض"، ورغم ذلك لم يرزقهما الله بأبناء.
كان لوفاتها بالغ الأثر على زوجها، حيث واجهت المرض عدة سنوات إلا أن وافتها المنية، مما سبب صدمة كبيرة لزوجها الذي وقف في عزائها ولم تفارق دموعه عينيه، وقرر أن يتبرع بمجوهراتها إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357، ثم تبرع بمنزلهم بالمهندسين، بكل ما فيه من أثاث إلى أحد الشباب المقبل على الزواج، وقرر أن يعيش على ذكراها حتى ألحق بها فى 2015، وأوصى بأن يُدفن إلى جوارها.
يذكر أن الفنان الكبير محمد وفيق علي ممثل مصري ولد بالإسكندرية لأب كان يعمل أستاذًا بالجامعة. أتم دراسته الثانوية بالمدرسة المرقسية الثانوية بالإسكندرية ثم حصل على (بكالوريوس فنون مسرحية) بتفوق عام 1967 في الدفعة التي ضمت (نور الشريف ) و(مجدي وهبة) و(شاكر عبداللطيف) و(عبدالعزيز مخيون).
أثناء دراسته بالسنة الأولى في المعهد ذهب للعمل في مسرح التليفزيون كنوع من التدريب وزيادة الدخل حيث كان قادمًا لتوه من الإسكندرية وكانت رواية (لا حدود) عن فلسطين من تأليف (محمود شعبان) واخراج (فوزي درويش). ثم شارك في مسرحية (سندباد) من اخراج (أحمد زكي) وشجعه كثيرًا (محمود أمين العالم)، وشاهد المسرحية (يوسف شاهين) وأسند له بطولة فيلم من اخراجه لكن لم يكتمل المشروع. النقلة الكبيرة في مشواره كانت من خلال مسلسل (الكتابة على لحم يحترق) الذي قدم فيه شخصية (الظاهر بيبرس) ثم كانت النقلة الكبرى من خلال مسلسل (المرشدي عنتر) وقدم في نفس الوقت مسلسلاً لتليفزيون قطر عنوانه (أحمد باشا الجزار) ثم كانت مشاركته في فيلم (الرسالة) من اخراج (مصطفى العقاد) وقدم فيه شخصية (عمرو بن العاص). في الثمانينات وعلى مدى ثلاث أجزاء من إخراج (يحيى العلمي) قدم الشخصية الأكثر شهرة له وهي شخصية (عزيز الجبالي) ضابط المخابرات الذي يعمل في الخفاء ليجعل حياة الجاسوس المصري (رأفت الهجان) أكثر سهولة في حياته الخطرة داخل إسرائيل والشخص الذي قال (رأفت الهجان) أنه يشعر بوجوده وبمدى إهتمامه به بدون أن يراه أو يعرفه، برغم تنوع أدواره يظل هذا الدور هو الأشهر في مسيرة (محمد وفيق).
في الثمانينات أيضًا قدم أفضل دور سينمائي له في فيلم (الهروب) من إخراج المخرج الكبير (عاطف الطيب) بدور ضابط الشرطة البراجماتي البارد (فؤاد الشرنوبي) الذي عاد لتوه من أمريكا محملًا بأساليب أمنية جديدة. ويظل عدد الأفلام التي قدمها (وفيق) للسينما محدودًا مقارنًة بإسهامه في مجال التليفزيون فقد قدم نحو 22 فيلمًا يذكر منها: (وثالثهم الشيطان) لـ(كمال الشيخ )، (حكاية نص مليون دولار) و(قضية سميحة بدران). في التليفزيون قام بجانب ما تقدم بأدوار ممتدحة في مسلسلات (السيرة الهلالية) بشخصية (الزناتي خليفة)، (هرقل) في (محمد رسول الانسانية)، (الصعود الى القمة) بشخصية (محمد بن أبي عامر) الذي أسس الدولة العامرية في الأندلس، و(الخليفة المعتمد) في (الامام الطبري) و(طارق بن زياد) في (بلاط الشهداء) و(نابليون بونابرت) في (الابطال) و(الخديو إسماعيل) في (بوابة الحلواني) والشيطان في (ساعة ولد الهدى).
تزوج من ابنة خالته الفنانة (كوثر العسال) في أواخر الثمانينات واستمر زواجهما الذي وصفه بالزواج السعيد حتى وفاتها في أواخر عام 2013 عن 64 عامًا. عقب عملية قلب مفتوح أجراها بمستشفى دار الفؤاد بالقاهرة، توفي في 14 مارس 2015 عن 67 عامًا.
اقرأ أيضاَ :