يقال أن ( النجاح لا يصنعه الأعداء ولا يصنعه الأصدقاء، النجاح يعتمد على الموهبة فالفن قيمة عظيمة ) هذه الجملة هي واحدة من أشهر كلمات أسطورة حية خالدة توضح منهج حياته الذي أوصله لهذه القيمة. فقد أصبح خالداً بأغانيه المهمة التي عاش معها أجيال وأجيال حالات الحب والكره، كما أرخت أغانيه لفترة مهمة من تاريخ مصر. ورغم أن رحلته العمرية كانت قصيرة، حيث توفي عن عمر ناهز ال 48 عاما متأثراً بآلام مرضه، إلا أنه صنع رصيداً كبيراً من الأغاني وكان من أحد رواد التغيير في الموسيقى العربية. إنه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.
من هو عبد الحليم حافظ هو عبد الحليم علي شبانة وصاحب الاسم الفني عبد الحليم حافظ، “ابن القدر” كما وصف نفسه على فراش الموت. فمنذ ولادته في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية عام 1929م، رفض الحظ أن يطرق بابه بشكل مستمر؛ فقد تُوفّيت أمه بعد ولادته بأيام قليلة، ثم والده الشيخ علي إسماعيل قبل إكماله العام الأول من حياته، ليعيش يتيماً وهو آخر العنقود وأصغر اخوته الأربعة إسماعيل، الذي كان يعمل مدرسا للموسيقى- ومحمد وعليا، ويوصمه المقربون منه بالنحس.
| الأكثر تصفحاً :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــد
الخارجية السعودية تصدر إعلان عاجل لمواطني هذه الدول
فولكس فاجن طوارق 2024 .. تنافس نيسان باترول و تويوتا لاندكروزر برادو 2024 في السعودية بسعر رخيص غير متوقع
يجهلها الكثيرون..طبيب سعودي يكشف عن عادة سيئة تسبب مرض السكري بنسبة 40 بالمئة
الجوازات السعودية تسمح لمن عليهم قرارات وبصمات ترحيل العودة الى المملكة..تفاصيل
غير متوقع..ضعي قشر البرتقال على وجهك لمدة 20 دقيقة وراقبي ما سيحدث
بمذاق لذيذ لايقاوم.. طريقة عمل الفطير المشلتت في المنزل بخطوات بسيطة وشكل لايقاوم
انتقل بعدها لبيت خاله الحاج متولّي عماشة. ثم أكمل الحظ العاثر طريقه معه في حين كان يلعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، فأصيب بآلام مبرحة نقل بعدها للمستشفى، ليكتشف الجميع إصابته بمرض البلهارسيا الّذي دمّر حياته؛ حيث اضطرّ لإجراء أكثر من ستين عمليّة جراحيّة بسبب هذا الداء.
عبد الحليم الشاب
منذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة ظهرت موهبته وحبه للموسيقى للجميع، حتى أصبح رئيساً لفرقة الأناشيد في مدرسته في هذا السن الصغير. ومنذ ذلك الحين قرر أن يدخل مجال الغناء والفن بأي شكل. وكان أول الطريق حين التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943.
هناك حيث التقى بالفنان كمال الطويل الذي كان في قسم الأصوات والغناء، حيث أصبحا صديقين طوال فترة دراستهما معاً في المعهد حتى تخرجهما عام 1949. وحين تم ترشيح عبد الحليم للسفر في بعثة حكومية خارج مصر فضل تدريس الموسيقى على السفر، حيث عمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة ، ثم قدم استقالته من التدريس، وانضم لفرقة الإذاعة الموسيقية كعازف على آلة الأبواه عام 1950.
في هذا الفترة أثناء زيارته لبيت مدير الإذاعة وقتها الإذاعي فهمي عمر تقابل مع رفيق العمر الأستاذ مجدي العمروسي في عام 1951. وفي هذا الصدد يجب الإشارة إلى أن من اكتشف العندليب الأسمر عبد الحليم شبانة ووضعه على الطريق هو الإذاعي الكبير حافظ عبد الوهاب الذي قرر السماح له باستخدام اسمه “حافظ” بدلا من شبانة ليصبح اسمه الفني الخالد هو عبد الحليم حافظ.
من استهجان الجمهور إلى الخلود
بدأ عبد الحليم طريقه بأغنية “صافيني مرة” التي لحنها محمد الموجي وقصيدة “لقاء” لصلاح عبد الصبور، لكنه حصل على استهجان وانتقادات عنيفة على كل الأصعدة بسبب أسلوبها المختلف. حتى أن الجماهير رفضتها منذ المقطع الأول لأن الناس كانت قد اعتادت على النمط الغنائي السائد، ولم تكن على استعداد لتقبل تجربة الاستماع للجديد. ولكن بعد مرور بعض الوقت نجح عبد الحليم في فرض أسلوبه بشكل مثالي ونجاح ساحق، حتى لقب بالعندليب الأسمر بسبب صوته وآدائه ونسب اللقب أيضا للون بشرته الأسمر المصري الأصيل، وحصل على ذلك اللقب في عام 1955 بعد نجاح فيلم “لحن الوفاء.
خلال مسيرته تعاون مع الملحن العبقري محمد الموجي وكمال الطويل ثم بليغ حمدي، كما نجح بأغاني شهيرة من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب مثل: (أهواك، نبتدي منين الحكاية، فاتت جنبنا)، ثم أكمل الثنائي (حليم – بليغ) بالاشتراك مع الشاعر المصري المعروف محمد حمزة سلسلة نجاحات حليم وتغيير جلده الذي لم يتوقف عبر أغاني أبرزها: زي الهوا، سواح، حاول تفتكرني، أي دمعة حزن لا، موعود وغيرها من الأغاني. كما أن عبد الحليم غنى للشاعر الكبير نزار قباني قصيدتين خالدتين من خلال أغنية قارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء والتي لحنها الموسيقار محمد الموجي.
وخلال حياته الفنية القصيرة منذ عام 1951 إلي عام 1977 ، قدم عبد الحليم حافظ حوالي 231 أغنية، سجل منها 112 أغنية، بالإضافة لغنائه ابتهالات دينية كانت جميعها من ألحان محمد الموجي وكلمات عبدالفتاح مصطفي، وهي ” نفضت عينيا المنام، أنا من تراب، على التوتة، أدعوك يا سامع، ورحمتك في النسيم، بينى وبين الناس، والحبة في الأرض، خلينى كلمة، ورق الشجر، بين صحبة الورد، يا خالق الزهرة “.
حب عبد الحليم الذي بكاه بالأغاني
لم يعرف أحد من الجمهور حجم جرح الحب الذي فطر قلب حليم إلا حين تحدث عنه الإذاعي الكبير المقرب من عبد الحليم حافظ الأستاذ وجدي الحكيم، حيث قال: “أحبها عبدالحليم، لكن الشخص الوحيد الذي شاهد حبيبته، هو عبد الفتاح سائقه الخاص، الذي كان العندليب يأتمنه على أسراره، عندما كنا نسافر إلى خارج البلاد، كان عبدالحليم يلتقي بها في سرية شديدة، وكان ينوي الزواج منها، ألا أنها توفيت، وأصيب العندليب بحالة من الحزن الشديد، إثر ذلك، وقد شعر الجميع بما مر به وقتها، وبعدها أهدى عبد الحليم لروحها أغنية “في يوم فى شهر في سنة”.
نفس الكلام أكده الدكتور هشام عيسى الطبيب الخاص لعبد الحليم حافظ، حيث كتب في كتابه “حليم وأنا ” عن هذه القصة فقال: “التقى حليم مع حبيبته أول مرة على شاطئ العجمي بالأسكندرية، وكان في ريعان شبابه وتمنى أن يتزوجها وخطبها بالفعل وحضرت الخطبة، ولكنها توفت “.
عبد الحليم وسعاد حسني
حاول حليم حافظ إنكار حبه للسندريلا سعاد حسني أكثر من مرة رغم قوة هذا الحب الذى شهده أصدقاءهما المشتركين، حتى أنه بعدما ترددت أنباء كثيرة عن زواجهما ونشرت الصحف خبراً بذلك بعد رحلتهما معاً إلى المغرب، سارع العندليب فور عودته لنفى خبر الزواج، وهو ما تسبب فى حزن السندريلا وقرارها الابتعاد عن عبدالحليم حافظ ونسيان هذا الحب بحسب ما كتبه الكاتب الصحفى الكبير محمد بديع سربية صاحب مجلة الكواكب خلال سلسلة حلقات نشرها بالمجلة وتحولت إلى كتاب تحت عنوان “مشوار مع العندليب”.
وقال سربية :”كان عبد الحليم يبدو أمام سعاد حسنى كعاشق متيم وحبيب يهبها كل الحنان ولكن عندما يكونان وحدهما فقط ، أما إذا تواجدا فى مجتمع واحد فإنه يتعمد ألا يكلمها إلا بصورة عادية وكأنه يريد أن يوحى للناس بأن الحب بينهما من طرف واحد، حتى قرررت السندريلا أن تنزع حبه من قلبها”.
وتابع سربية:” ابتعدت السندريلا عن العندليب وقالت أنها تكرهه، وتركت شقتها الخاصة لتقيم فى شقة شقيقتها نجاة وأمرت الجميع ألا يخبر عبد الحليم حافظ بمكانها، وعندما شعر العندليب بحجم ما سببه لها من حزن تحدث مع نجاة فى أمر زواجه من سعاد ولكن لم تفرح السندريلا بالخبر وقالت فى هدوء :خلاص كل شيء انتهى وعبد الحليم صعب يتزوج وحتى لو تزوج فإننا لن نعيش مع بعض طويلاً”.
لقطات من حياة حليم
لم يكتف حليم بغناء وصنع أغانيه الخاصة فحسب، بل أنه أعاد غناء 10 أغاني لفنانين آخرين في حفلاته منهم على سبيل المثال فايزة أحمد وأم كلثوم ونجاة الصغيرة ووديع الصافي. كما قدم عبد الحليم خلال تاريخه بعض البرامج الغنائية مثل فتاة النيل ومعروف الإسكافي ووفاء.
تعتبر حفلته التي أقامها في قاعة ألبرت هول أكبر مسارح لندن والعالم أقوي وأهم حفلاته، وخصوصاً أن لها بعض التسجيلات الحية حيث غنى أمام 8 آلاف شخص لصالح المجهود الحربي لإزالة آثار العدوان وذلك بعد حرب عام 1967 حيث اعتبر حليم وقتها هو صوت مصر والثورة.
وقد عرف عنه أنه كان مقرباً من عدد كبير من الملوك والأمراء والحكام أبرزهم بالتأكيد الرئيس المصري جمال عبد الناصر والملك حسن الثاني ملك المغرب والذي أهداه بدلة شهيرة ارتداها في إحدى حفلاته في المغرب. أما عن مرضه فلقد اكتشفه لأول مرة عام 1965 بعد أن اُصابه نـ.ـزيف في معدته عندما كان مدعواً للإفطار في شهر رمضان عند صديقه مصطفى العريف لتبدأ رحلته معاناته حتى الوفاة.
وفاة عبد الحليم والجنازة الرمزية
كانت جنازة عبد الحليم حافظ والذي توفي في لندن في 30 مارس 1977 وعرضت على الهواء مباشرة جنازة مهولة، حيث شهدت الجنازة حضوراً كثيفاً وانتحـ.ـرت عدد من الفتيات بإلقاء أنفسهن من البلكونات حزناً عليه. لكن مصور المشاهير فاروق إبراهيم، كشف فيه أن الجنازة التي صُورت هي جنازة رمزية، وأن النعش المُحاط بعلم مصر وحملته الجماهير كان خاوياً من جثمان العندليب.
حيث قال في مقابلة تلفزيونية”عبدالحليم مات 27 مارس، جه من لندن دخل مستشفى المعادي في التلاجة، ويوم 30 كانت جنازته خرجناه الساعة ستة الصبح، كان اشترى أرض المدفن في البساتين مكنش اتبنى ولا اتعمل فيها حاجة، وأسرته أصرت يتدفن في مدفنه اللي اشتراه عشان يوم زي ده، اتصلوا بالترابية وعملوا غرفة واحدة للرجال واتدفن فيه ستة صباحا”.
وتابع “كان خوف إن النعش يتخطف، ويتبهدل الجثمان، فدفناه وعملنا جنازة رمزية لعبدالحليم لأن متأكدين 100% إن ممكن جثمانه يتخـ.ـطف ولا كانت تقدر حراسة ولا أي حد يمنع حب الناس ليه”.
هذه المعلومة أكدها محمد شبانة نجل شقيق حليم والذي قال: ” العقيد أحمد رشدي كان المسئول عن تأمين جنازة عبد الحليم حيث شعر بالخـ.ـوف من احتمالية خـ.ـطف الجثمان، أو أن يهجم المعجبون على النعش ويفشلوا في السيطرة على الوضع، فاتفقوا على أن تتم الصلاة عليه في مسجد عمر مكرم، على أن يخرج بعد ذلك النعش المحاط بعلم مصر في الجنازة الرسمية ويخرج الآخر ليُدفن في البساتين، وهو ما حدث بالفعل”.
اقرأ أيضاَ :
بذور صغيرة ولكنها فتاكة تضبط السكر في الدم وتوقف نمو الخلايا السرطانية بسرعة
