رمى الأثرياء الملايين والذهب تحت قدميها .. قصة فنانة مصرية توفيت وهي تتسول في شوارع القاهرة ؟

شفيقة القبطية
شفيقة القبطية
  • الساعة 08:39 مساءً
  • الأخبار
  • أخبار الفن

الراقصة شفيقة القبطية " هي امرأة حصلت على كل شيء في الحياة ، الشهرة و المجد و الثراء الفاحش ، عاشت حياة كالتي يحياها الملوك و الأمراء ، لكن ذهب كل هذا في طرفة عين و أصبح هباءا منثورا .

وقد شاهدنا جميعا الفيلم الذي يحمل اسمها و قامت ببطولته الفنانة الكبيرة هند رستم ، لكن القصة الحقيقية تختلف ، قصة تحمل الكثير من المعاني و العظة و العبر.

ولدت شفيقة عام ١٨٥١ بشبرا، وكانت شفيقة ملتزمة بالتردد على كنيسة سانت تريز بحي شبرا، وكان الساكنون والمارة فى شارع نخلة ينتظرون مرور الفتاة الجميلة ، مشدوهين بجمالها .

وفي عام ١٨٧١ كانت الصدفة التي لعبت دورا كبيرا في دخول شفيقة القبطية مجال الرقص ، ذات يوم وفي أحد الأفراح القبطية العريقة كان هناك راقصة تدعى "شوق" و كانت هي الأشهر في ذلك الوقت وكانت الوحيدة التي يسمح لها ان ترقص في حفلات العائلات الكبيرة وفي حفلات الخديو إسماعيل حتى انها رقصت في حفل افتتاح قناة السويس ، فبعد أن أدت شوق رقصتها، وخلال الاستراحة قامت بعض الفتيات بالرقص للمدعوات كما هو معتاد في الأفراح المصرية فظهرت فتاة سمراء جميلة ، ممشوقة القوام جذبت الأنظار إليها ودخلت القلوب برقصتها، كانت هذه الفتاة هي شفيقة ولإعجاب "شوق" برقصها طلبت من شفيقة ان ترقص معها ، فما كان رد أسرة شفيقة الا أن نهرتها ، كونهم أسرة متدينة و محافظة.

غادرت شفيقة مع اسرتها المكان وقد تلقت نظرات من "شوق" تعني انها ليست النهاية !! اعتبرت شفيقة نفسها محظوظة جداً أن راقصة شهيرة مثل "شوق" اعجبت بها وبالفعل قامت شفيقة بالذهاب لبيت شوق وتعلمت مبادئ الرقص الأولى بدون علم أهلها وكانت تخرج من البيت بحجة الذهاب للكنيسة للصلاة وبعد أن أتمت الدروس هجرت بيتها واستقرت مع شوق، وعلمت أسرتها بمكانها بعد ستة أشهر وأرسلت إليها قسيس كي ينصحها بالعودة لأهلها ولكنها رفضت الأمر الذي دعا أهلها للتبرؤ منها، فما كان منها إلا أن أرفقت أسمها بالقبطية تيمناً بدينها .

وبعد ستة أشهر توفيت شوق وخلت الساحة لشفيقة التي أبدعت وذاع صيتها و ابتدعت بعض الرقصات الجديدة وفي فترة قليلة جدا تربعت شفيقة على عرش الرقص والفن واصبح اسمها مدوي في كل مكان وبعد ان كانت اسرتها تمقطها اصبحت تتباهي بها !! وقد سعى خلف شفيقة أصحاب الملاهي من أجل أن تعمل معهم و ألتف حولها الرجال ووضع كل رجل معجب بها ثروة ضخمة تحت أقدامها ، وعندما كانت تقف شفيقة على خشبة المسرح لترقص، كانت الجنيهات الذهبية تتناثر تحت أقدامها تحية لها من المعجبين والعشاق، لكنها كانت لا تمد يدها إلى شيء منها، بل كانت تستخدم ثلاثة من الخدم يجمعون هذه الجنيهات ويقدمونها لها بعد انتهاء وصلة الرقص وقيل إن واحدا منهم كان يحتفظ لنفسه ببعض هذه الجنيهات ، فاستطاع في مدى قصير أن يقتني ثروة اشترى بها عقارات في حي شبرا واعتزل الخدمة .

وقد سافرت شفيقة إلى فرنسا و حققت هناك نجاح باهر ونالت جائزة من أحد المعارض الدولية هناك واطلقت عليها الصحافة المصرية لقب الراقصة العالمية وملكة الرقص الشرقي وجات لها عروض من ايطاليا و اسبانيا و تونس و الجزائر لاحياء احتفالات وافراح هناك .

لقد وصلت شفيقة حدا من الشهرة و الثراء جعلها تعيش مثل الأمراء وأصبحت أول سيدة في مصر تمتلك عربات "الحنطور" واحبها الكثيرون و تهافت عليها المعجبون فهناك من انفق كل امواله عليها دون ان يحصل على شيء بالمقابل و هناك من كان يفتح زجاجات الشمبانيا ليسقي خيولها !!.

 وعلى الرغم من ان الدنيا اعطت لشفيقة كل شيء لكنها حُرِمت الامومة فقد حال القدر دون ذلك فقررت ان تتبنى طفلا اسمته "زكي" و اعطته كل مشاعر الأمومة و الحنان و لكن نشأته في جو الخمور  الرقص والمال بدون حساب، جعلت منه شخص فاسد و مدمن خمر و مخدرات ، في النهاية قررت شفيقة أن تزوجه لعل حاله ينصلح و أقامت له حفل زفاف ضخم و مبهر تحدثت عنه الناس ولكن حالته قد ساءت بسبب الادمان ومات بعد فترة من زواجه فتألمت شفيقة من أجله ألما شديدا.

تقدمت شفيقة في العمر وبعد كل هذا النجاح و الشهرة التي وصلت إليها بدأ شبابها و جمالها يذبل ويذهب كما ذهب الزمن و بدأ طابور المعجبين يتناقص و كذلك الشهرة أيضاً وبدأت تشرب الخمر و تتعاطى المخدرات و تبدد المال ، و أيضاً بدأت تشتري الشباب الفاسدين بالمال ليلتفوا حولها لتشعر بالحب الى ان تزوجها شاب من أجل مالها وبعد ما أخذ كل ما لديها تركها و ذهب.

وهنا بدأت شفيقة تتسول في شوارع القاهرة تطلب الإحسان وفي ليلة قابلت سيد درويش وقالت له :" انا مش عايزة فلوس انا نفسي أدوق السمك " ، حينها بكى سيد درويش عليها و على ما آل عليه حالها بعد الثراء و المجد و الشهرة ، فتتحول الى متسولة متسكعة كل امنيتها في الحياة ان تذوق السمك !! .

  كما قدمت شخصية الخادمة في فيلم "أحلام هند وكاميليا"، والذي حصلت على عشر جوائز عنه، وصنف ضمن اهم افلام السينما المصرية، ولم يحالفها الحظ في آخر فيلمين "كونشرتو درب السعادة" و"بطل من الجنوب" لتبتعد بعدها عن السينما، وفشلت محاولات عودتها مجدداً إلا انها خصصت وقتها للأعمال الخيرية ومساندة زملاءها في الوسط الفني في ازماتهم، مثل ​عادل أدهم​ و​أحمد زكي​ و​سناء جميل​.

قصة حبها وازواجها الأربعة

في التاسعة عشرة من عمرها، أحبت أحمد نجل الكاتب إحسان عبد القدوس وقد رفض أهل الطرفين هذه الزواجة لصغر عمرهما، فقررا الزواج سراً وانفصلا بعدها بعام، وبعدها أحبت سيف أبو النجا شقيق الممثل خالد أبو النجا الأكبر، والذي ظهر في فيلم "امبراطورية ميم" كتجربة تمثيلية وحيدة، وكان يربطه صداقة وطيدة بشقيق نجلاء فتحي وتم الزواج بعدها ليثمر عن ابنتها الوحيدة "ياسمين"، لكن سرعان ما تم الانفصال وظلت معها ابنتها ، أما زواجها الثالث فكانت من أمير عربي عاشت معه فترة في لندن، وكان قد اشترط عليها تقديم عمل واحد فقط في العام، وذلك في الثمانينات وظلت معه بالفعل ثلاثة سنوات ونصف قبل أن تقرر العودة إلى مصر، واستكمال نشاطها الفني والانفصال بشكل ودي.

وأثناء تقديمها لفيلم "سعد اليتيم" أمام أحمد زكي، تردد وقتها وجود قصة حب بينهما وتم الاتفاق على الزواج، وقد جمع بينهما أكثر من عمل في هذا الوقت وبعدها وقع حادث لهما على طريق مصر الإسكندرية، وأصيبت خلاله بإصابات طفيفة بينما أصيب أحمد زكي ببعض الكسور.

 زواجها الرابع والأخير كان من الإعلامي المصري حمدي قنديل، والذي كشف في لقاء له عن أن نجلاء فتحي هي من طلبت يده للزواج.

وظهرت انباء تفيد عن أن نجلاء فتحي حاولت الانتحار بسبب ابنتها ياسمين أبو النجا، وذلك بعد أن كان أعلن الأطباء عند ولادة ابنتها معاناتها من عيب خلقي في القلب، وازدادت حالتها سوءاً مع مرور الوقت، ليخبر الأطباء نجلاء أن ابنتها بحاجة إلى عملية جراحية دقيقة على وجه السرعة، فما كان منها إلا أن سارعت باتجاه النافذة محاولةً إلقاء نفسها، إلا أن والدتها في ذلك الوقت أنقذتها. 

اقرأ أيضاَ :